شَارِك المَقَال

بصفة عامة قدّم ترافيس برادبيري وجان جرافز في كتابهما “الذكاء العاطفي” شرحاً تفصيلياً يساعد القراء على اكتشاف وتحسين الذكاء العاطفي. خاصةً كونه يعد عاملاً ذا دلالة إحصائية في تحقيق النجاح على الصعيدين الشخصي والمهني. والسؤال هنا: ما أبرز الفوائد المستخلَصة من قراءة في كتاب الذكاء العاطفي؟

 

ما هو الذكاء العاطفي؟ وكيف ينشأ؟

عموماً يمكن تعريف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على تحديد العواطف والنظر فيها والسيطرة عليها والتعرف عليها وفهمها في الآخرين وتسخيرها لصالحك. وينشأ هذا الذكاء من مزيج من الوعي الذاتي والإدارة الذاتية والوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات.

 

بناء على ذلك ترسل الحواس الخمس إشارات تنتقل عبر خلايا الجسم لتصل للعمود الفقري. ثم تنتقل عبر الجهاز الحوفي (مركز تكون العواطف) لتصل إلى نهاية الفص الجبهي (مركز العقلانية). بصورة شاملة الذكاء العاطفي هو مقدرتك على التحكم بهذه الرحلة حتى لا تتحكم المشاعر بردود فعلك.

 

كيف يتم تحسين الذكاء العاطفي؟

على وجه التحديد حتى تتمكن من تحسين ذكائك العاطفي ضع في اعتبارك ثلاثة أمور أساسية: الصبر والممارسة والتقدم. فالتحسين يحتاج إلى الوقت والالتزام اللذين يحتاجان إلى الصبر والممارسة. زيادةً على الإدراك التام أن كل المحاولات التي تقوم بها هدفها التقدم وليس الوصول إلى الكمال.

 

من ناحية أخرى فإن الذكاء العاطفي هو أكبر مؤشّر منفرد للأداء في مكان العمل. وأقوى محرك للقيادة والتميز الشخصي. فلكي تضاعف من إمكانات حياتك المهنية تحتاج إلى التحكم بمشاعرك تحت وطأة ضغوط العمل. علاوةً على تعزيز مهاراتك ومعرفة كيفية التفاعل مع الناس

 

وفي الوقت نفسه قدم الكاتبان برنامجاً تفصيلياً يحتوي على 66 استراتيجية مجربة لتحسين أربعة عناصر أساسية في مهارات الذكاء العاطفي. هي: الوعي الذاتي والإدارة الذاتية والوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات. مع وجود اختبار لتحديد نسبة الذكاء العاطفي.

ما أبرز أنواع الوعي التي يحتاجها الشخص؟

بصورة شاملة يُعدّ الوعي الذاتي هو القدرة على تحديد وفهم مشاعرك وميولك من خلال المواقف التي تمرّ بك. فإذا تمكنت مِن فَهم مشاعرك ستعرف تماماً أين يمكنك التفوق. وما الذي يحفزك ويكمّلك. وأنواع الأشخاص أو المواقف التي قد تثير لديك مشاعر معينة.

 

بالإضافة إلى ذلك فإن الإدارة الذاتية هي القدرة على استخدام وعيك العاطفي لاختيار أقوالك وأفعالك. فهي تمكّنك من ضبط وتوجيه تعاملك الإيجابي مع الأشخاص والظروف وتحديد الأهداف العاجلة وطويلة المدى. ولذلك فمن يتمتع بقوة الإدارة الذاتية يكون أكثر صبراً ونشاطاً وفاعليةً.

 

كما أن الوعي الاجتماعي هو القدرة على ضبط وفهم مشاعر الآخرين. ويتطلب ذلك الاستعداد والقدرة على فهم وجهات نظر الآخرين حتى وإن كانوا مختلفين عنك.

 

في الوقت الحالي لبناء الوعي الاجتماعي يجب أن تركّز على الاستماع والمراقبة وإسكات الحديث الذاتي. حتى تتمكن من منح الشخص الآخر كامل اهتمامك وتتمعن في وجهة نظره.

 

في النهاية إن إدارة العلاقات هي القدرة على استخدام الوعي العاطفي لذاتك وللآخرين. وبالتالي تتمكن من إدارة علاقاتك والتواصل الفعال وإدارة الصراع. هذه المهارة أكثر فائدة في أوقات التوتر والصراع. خصوصاً عندما يستسلم الناس لغضبهم وإحباطهم ويفقدون القدرة على التعامل مع المشكلات.

شَارِك المَقَال