شَارِك المَقَال

يعد سوق العمل الحالي شديد التنافسية في مختلف دول العالم المتقدمة منها والنامية. وهو ما يضع الخريجين الجامعيين الجدد في اختبار بالغ الصعوبة للدخول إليه وإيجاد فرصة عمل. فمعايير التوظيف الحالية تختلف بدرجة كبيرة عن تلك التي كانت سائدة قبل عقود قليلة. فهذا الواقع يضع الخريجين الجامعيين أمام استحقاقات جديدة لمواكبة المتغيرات المتسارعة لسوق العمل. والسؤال هنا: كيف تؤثر مهارات الخريجين الجامعيين على فرصهم في سوق العمل؟

 

ما أبرز متطلبات سوق العمل الحالية؟

تنقسم متطلبات سوق العمل الحالية لمتطلبات كمية ونوعية. فمن حيث الكمية يُلاحَظ أن الطلب على سوق العمل يفوق بأضعاف العرض. بمعنى أن عدد الخريجين الطالبين للعمل يفوق عدد فرص العمل المتاحة. وسبب الفجوة بين الطلب والعرض تعود لتغيّر طبيعة الأعمال والصعوبات المالية التي تعاني منها غالبية الشركات وأزمات التضخم وسلاسل التوريد وغيرها.

أما فيما يتعلق بالمتطلبات النوعية فسوق العمل لم يعد يكتفي بشهادة جامعية للمتقدمين للوظائف. بل يحتاج مهارات إضافية تتعلق باستخدام التكنولوجيا ومهارات التواصل والإدارة والتنظيم. وعموماً لا يمكن حصر المهارات المطلوبة في سوق العمل.

على الرغم من أنه لا يمكن إغفال دور الشهادة الجامعية وأهميتها في سوق العمل. إلا أنها لم تعد المعيار الوحيد في اختيار الموظف لشغل الوظيفة الشاغرة. إذ كلما ازدادت نوعية المهارات لدى الخرّيج ارتفعت فُرَصه في القدرة على إيجاد وظيفة.

في بعض الدول المتقدمة تم وضع معيار الشهادة الجامعية كمعيار ثانوي مقابل الاعتماد على المهارات كمعيار رئيس. ففي عام 2020م وجّه الرئيس الأمريكي السابق ترامب بضرورة اعتماد المهارات كمعيار رئيس مقابل الشهادة كمعيار ثانوي. وهو ما يوضّح الأهمية المتصاعدة للمهارات.

 

ما أهمية اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل؟

إن اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل لا يمكن أن يتم في فترة زمنية قصيرة. بل هو جهد تراكمي يحتاج لسنوات عديدة. ولذا فعلى الطالب خلال دراسته الجامعية أن يعمل على تنمية مهاراته ومراكمتها. وهو جهد شخصي لا يمكن أن يتم إلا مِن قِبَل الطالب نفسه.

إن اكتساب المهارات عملية مستمرة لا يمكن أن تتوقف. فحتى بعد الحصول على وظيفة ودخول سوق العمل فإن الأمان الوظيفي يتطلب التحديث المستمر للمهارات الوظيفية.

جدير بالذكر أن المهارات الحالية المُواكبة لسوق العمل لن تكون كذلك في المستقبل القريب. فعلى الموظف المحافظة على القيمة المضافة التي يقدّمها لربّ العمل. وهذه القيمة المضافة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال امتلاك مهارات متميزة.

 

شَارِك المَقَال