شَارِك المَقَال

وصول أرامكو السعودية للمركز الثاني في قائمة أقوى شركات العالم. متفوقةً على مايكروسوفت الأمريكية بقيمة سوقية تبلغ 2,1 تريليون دولار. مقابل 2,05 تريليون دولار لصالح عملاق التكنولوجيا. انعكاس واضح لتفوق قطاع النفط على صناعة التكنولوجيا. في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

يأتي صعود سهم أرامكو إلى 9,6 دولار بعد أكثر من 12 عاماً من تفوق شركات التكنولوجيا الأمريكية. وبالتحديد منذ عام 2011م. حيث سيطرت شركات آبل ومايكروسوفت وألفابت وأمازون على أسواق الأسهم. فتجاوزت تقييماتهم تريليون دولار. ودفعت عمالقة النفط للخروج من المراتب العليا.

ما أسباب تفوق شركة أرامكو السعودية؟

في الحقيقة صعود القيمة السوقية لشركة أرامكو له عدة أسباب. الأول أن ارتفاع أسهم أرامكو تزامن مع ارتفاع أسعار النفط الخام وزيادة مبيعات الشركة. والزيادة الكبيرة في هوامش الربح من أعمال التكرير والكيماويات. فضلاً عن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية. والذي ساهم في ارتفاع أسهم الشركة على الرغم من النظرة التشاؤمية للاقتصاد العالمي.

أما السبب الثاني فيتمثل في التقارب السعودي الإيراني. والذي ساهم في زيادة النظرة المتفائلة لشركة أرامكو وأرباحها. فمن المحتمل أن تنخرط الدولتان في استثمارات كبيرة متبادلة في مجال النفط. بعد تطبيع العلاقات بينهما مؤخرًا.

أضف إلى ذلك أن أرامكو تتميز بتكلفة إنتاج منخفضة. فغالبية نفطها موجود في حقول يسهل الوصول إليها على الشاطئ أو في المياه الضحلة. وهذا يعزز الربحية في الشركة. علاوةً على قرار أوبك الأخير بخفض الإنتاج. وهو ما يعزز من ارتفاع أسعار النفط. وبالتالي ارتفاع أرباح أرامكو.

السبب الثالث إفلاس بنك سيلكون فالي. وأزمة القطاع المصرفي الذي أثر على قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة. والمحاولات المستمرة من الفيدرالي الأمريكي لمكافحة التضخم برفع أسعار الفائدة. وهو ما أدى لانخفاضات يومية لأسهم شركات أمازون وتيسلا وإنتل وغيرها من شركات التكنولوجيا.

نظرة مستقبلية لأرباح شركة أرامكو السعودية

في الواقع تكشف الأرباح التي حققتها أرامكو عن استمرار الاتجاه الصعودي للشركة. ومن ثم تشير لمستقبل ممتاز لمعدلات أرباحها. حيث باتت أكثر الشركات ربحية في العالم منذ من العام الماضي. حيث تجاوزت أرباحها شركات أبل ومايكروسوفت وإكسون موبيل معاً.

في هذا العام أيضًا حققت أرامكو أعلى نسبة من الأرباح منذ الإدراج في البورصة. حيث ارتفعت بنسبة 46,5%. لتصل لـ 604 مليار ريال (161 مليار دولار). مقابل 412,4 مليار ريال (110 مليارات دولار) في 2021م. بحسب تصنيف القيمة السوقية للشركات.

من المتوقع زيادة الأرباح خلال السنوات المقبلة. بسبب الخطوات التي تتخذها الشركة ضمن رؤية السعودية 2030م. حيث تعمل على تطوير أعمال التكرير. والتوسع في إنتاج المواد الكيميائية. وعمليات البحث وتطوير خطوط أعمال جديدة من خلال الاستثمارات وعمليات الاستحواذ. إضافةً إلى الاستثمار في تقنيات جديدة منخفضة الكربون.

شَارِك المَقَال