يُعتبَر مُصطلَح #نُقْطة_التعادُل من المُصطلَحات الهامَّة في عِلْم #الاقتِصاد، الإلمام بهذه النُّقْطة ضَرُورِيٌّ لهَيْكلة إنتاج المُنشَأة ولحِساب #التَّكالِيف وتَوْزيعها، كما أنّه ضَروريّ للمُفاضَلة بين مَشْروعات الاستثمار المُختلِفة والاختِيار فيما بَيْنها، وفيما يلي سنُوضِّح هذا المُصطلَح وأبرز تَطْبيقاته.
لكلّ مَشْروع أو مُنشَأة مُستَوى إنْتاج تَعمَل وَفْقه يَزدَاد ويَنقُص تَبَعًا لمُستَوى #الطلَب، وبالتَّأْكيد فَإِنَّهُ عند مُستَوى إنْتاج مُتَدنٍّ تَخسَر المُنشَأة، وعند مُستوًى مرتَفِع تَرْبح، وعند مُستوًى آخَر لا تُحقِّق أيّ رِبْح أو خَسارة، وهذا المُستوَى هو ما يُطلَق عَليه #نُقْطة_التَّعادُل.
يُقصَد ب #نُقطَة_التَّعادُل مُستوَى #الإِنْتاج الّذي تَتساوَى عِنْده #الإِيرادات المُحققَّة مع #التَّكالِيف المَدفُوعة، فلا تُحقِّق المُنشَأة أيَّ رِبْحٍ أو خَسارة، ودُون هذه النُّقطَة تكُون المُنشَأة خاسِرة وفَوْقها تكُون رابِحة.
كلّما انْخفضَت #نُقْطة_التَّعادُل كلَّما انْخفضَت #المُخاطَرة على المُنشَأة والعَكْس صَحيح، فالمُنشَأة ذات #نُقْطة_التَّعادُل المُتدنِّية أَفضَل من تِلْك المُرتفِعة، وذلك كَوْن المُنشَأة لن تُحقِّق أيَّة أَرْباح إلَّا بعد مُستَوى نَشاطٍ مُرتفِع، ففي حالَة النَّشاط المُنخَفِض أو المُتوسِّط قد تُحقِّق خَسائِر.
يُمْكِن التحكُّم ب #نُقْطة_التَّعادُل وخَفْضها من خِلال زِيادَة رِبْح الوَحْدة بزِيادَة سِعْرها إلَّا أنَّ هذه الخُطْوة قد تَقُود لتَراجُع المَبِيعات، أو عبر تَخْفيض التَّكالِيف من خِلال تَخْفيض التَّكالِيف المُتغيِّرة بالاستِفادة من #اقتِصادات_الحَجْم أو تَخْفيض التَّكالِيف الثَّابِتة.
تتأثَّر #نُقْطة_التَّعادُل بعِدَّة عَوامِل أبرزها #التَّكالِيف بنَوْعيها الثَّابِتة والمُتغيِّرة، وبسِعْرِ مَبِيعِ الوَحْدة المُنتَجَة، فالمُستثمِر النَّاجِح هو من يَستطِيع المُوائَمة بين هذه العَوامِل ليَحصُل على نُقطَة تعادُل مُتدنِّية، وهذا الأَمْر يرَتبِط ارْتِباطًا مُباشِرًا بمُحاسَبة #التَّكالِيف في المُنشَأة، وبإِدَارة الإنْتاج.
تُعتبَر #التَّكالِيف_الثَّابِتة من أَكْثر العَوامِل تأْثِيرًا على #نُقْطة_التَّعادُل، فعَلى الرَّغْم من تَأثُّرها المُباشِر ب #التَّكالِيف_المُتغيِّرة إِلَّا أنَّ تَأثُّرها أكْبَر بالثَّابِتة، ولذلك فإنَّ ارتِفاع نِسْبة #التَّكالِيف_الثَّابِتة إلى #التَّكالِيف_المُتغيِّرة يُعتبَر عامِلًا سَلْبيًّا في الاستِثمار، كَوْنه يَدفَع #نُقْطة_التعادُّل للارتِفاع.
يُقصَد ب #التكالِيف_الثّابِتة تلك غير المُرتَبِطة ب #الإنْتاج، فالمُنشَأة تَتحمَّل هذه #التكالِيف بغَضّ النَّظَر عن حَجْم #الإنتاج، ولا تَزداد هذه التكالِيف بزيادة الإنْتاج، وتَدفَعها المُنشَأة ولو لم تُنتِج أبدًا، كالإيجارات والنَّفَقات الإدارية والقِرْطاسية وفَواتير الماء والكَهْرباء وغيرها.
أمَّا #التكالِيف_المُتغيِّرة فتَرتبِط ب #الإِنْتاج وتَرتفِع بارْتِفاعه وتَنخفِض بانْخِفاضه، فهي تَتغيَّر بتَغيُّر مُستَوى #الإنْتاج، كالمَوادّ الأوَّلِيّة وتكالِيف تَشْغيل الآلات والمَحْروقات وغيرها، ويُمكِن للمُنشَأة تَخفِيض هذه #التكالِيف عند مُستوَيات إنْتاج مُرتَفِعة بالاستِفادة من #اقتِصادات_الحَجْم.
تساعِد #هَيكَلة_التكالِيف وتَوْزيعها في وَضْع نُقْطة تعادُل مُناسِبة، إضافةً لدَوْرها الهامّ في قَبُول الاستِثمار أو رَفْضه، كما تَلعَب دَوْرًا هامًّا في قَبُول #صفَقات_الإنتاج، ففي بعض الحالَات قد تَقبَل المُنشَأة صفَقات مُحدَّدة على الرَّغم من كَوْنها تحت سِعْر المَبِيع، كَوْنها تستطِيع التَّوفِير في #التكالِيف_المُتغيِّرة من خِلَال #اقتِصادات_الحَجْم.