أبرز خسائر الحرب الروسية الأوكرانية التي تكبدتها أوروبا انقطاع الغاز الطبيعي. حيث توفر موسكو 40% من الغاز لدول أوروبا. كما أنها تأتي الأولى بين قائمة الدول التي لديها احتياطات غاز تقدر بـ48.9 تريليون متر مكعب. وعلى رأس المصدّرين بالعالم بـ 199.9 مليار متر مكعب وفقاً لتقرير لمنظمة أوبك عام 2020م. والسؤال هنا: ما أبرز البدائل أمام أوروبا لتعويض الغاز الروسي؟
في الواقع أكثر الدول المتضررة من انقطاع الغاز الروسي هي أكثرها استيراداً من حصة الصادرات الروسية من الغاز الطبيعي. والتي جاءت وفق إحصائيات أوبك لعام 2020م على النحو التالي. ألمانيا بنسبة 16%. وإيطاليا بنسبة 12%. ثم بيلاروسيا بنسبة 8%. وفرنسا بنفس النسبة. ثم تركيا بنسبة 6%. علاوة على دول أخرى بنِسَب أقل.
في الحقيقة بدأت العيون الأوروبية تتجه إلى الجزائر كبديل للغاز الروسي. حيث يمكن أن توفّر شركة الطاقة الجزائرية كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الفائض لديها. عبر خط أنابيب “ترانزميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا. ولديه قدرات كبيرة لزيادة الإمدادات لأوروبا. كما تتضمن البدائل أيضًا أذربيجان وتونس وليبيا.
لكن ميزة الجزائر تتمثل في تصديرها 22 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي كحد أقصى عبر خط أنابيب “ترانزميد”. رغم أنه يسمح بتصدير 32 مليار متر. ما يعني إمكانية ضخ عشرة مليارات متر إضافية. تزداد تدريجياً على المدى المتوسط. بشرط قيام الجزائر بتطوير احتياطيات جديدة من الغاز الصخري.
من جهة أخرى تستفيد روما من إدارة شركة إيني الإيطالية للغاز الطبيعي لخط أنابيب ترانزميد. وهو ما منحها أولوية لتصدير الغاز إليها. حيث يضخ هذا الخط حوالي 32 مليار متراً مكعباً في السنة. وهو ما يعادل 11% من واردات الغاز الأوروبية. صحيح أن هذا الرقم يقل كثيراً عن كمية الغاز الروسي. لكنه يظل بديلاً جيداً ومتوافراً.