بعد أن خفّضت روسيا شحنات الغاز إلى أوروبا خلال الفترة الأخيرة بنسبة 40%. بات على القارة العجوز الاستعداد للسيناريو الأسوأ. وهو توقف الغاز الروسي تمامًا. فعدم اليقين يسيطر على مستقبل توريدات الغاز إلى أوروبا. خاصة أن روسيا تستخدم الغاز للضغط على أوروبا لدفعها إلى رفع العقوبات الاقتصادية عنها
السيناريو الأسوأ هو عدم إعادة تشغيل خط نورد ستريم 1 بعد انتهاء فترة الصيانة. وفي حال حدوثه فإنه يعني صدمة قاسية للاقتصاد الأوروبي. وإن كان هذا السيناريو مستبعداً. كون روسيا لن تلقي بأوراقها دفعة واحدة. وهذا السيناريو سيعني تطبيق الدول الأوروبية لسياسة ترشيد الطاقة. وقد تقلّل كمية الغاز المخصصة للتدفئة والكميات المخصصة لبعض المصانع.
السيناريو المتوقع هو إعادة ضخ الغاز الروسي. ولكن هذا لا يعني استقرار الإمدادات. ففي أي لحظة وعند أي تصعيد غربي بإمكان روسيا تهديد أوروبا بقطع الغاز عنها. وللتعامل مع هذا السيناريو تسعى أوروبا لتقليل الطلب على الغاز الروسي من خلال إيجاد بدائل له. كالاعتماد على الغاز المُسال. أو زيادة واردات الغاز من أذربيجان ليصل إلى 20 مليار متر مكعب.
لا تستطيع كل الدول الأوروبية تقليل الاعتماد على الغاز الروسي. فألمانيا تعتمد بشكل رئيس على روسيا. ولا تملك بدائل أخرى متاحة. الحال نفسه ينطبق على إسبانيا والبرتغال اللتين تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي. كما أن صندوق النقد حذّر من ركود كبير لأوروبا وانخفاض النمو الاقتصادي لبعض الدول بنسبة 4% في حالة قطع الغاز. وحينها لن يفيد التضامن الأوروبي. فكل دولة تحتاج الغاز بشدة ولن تفرط فيه.
ورغم الإخطارات الواردة من روسيا بإعادة ضخ الغاز مع انتهاء الصيانة الدورية. إلا أن الأوضاع يمكن أن تتغير قبل وقت قصير من التسليم الفعلي. وهو ما يجبر أوروبا على الاعتماد على الخطة البديلة. والتي لن تجد مواطنين ينصاعون لها بسهولة. وقد تثير قلاقل اقتصادية واجتماعية في دول اليورو.