شَارِك المَقَال

يعد حلف وارسو من أهم الأحلاف الدولية في القرن العشرين. والذي تم تأسيسه لمواجهة حلف الناتو. إلا أنه مع انهيار الحلف تبدل الوضع. وانضم أعضاؤه تباعاً لحلف الناتو. وهو ما أثار حفيظة روسيا التي ترى في حلف الناتو عدوّها الأول وفي توسّعه خطراً مُحدقاً يهدّد أمنها القومي. والسؤال هنا: ما العلاقة بين حلف وارسو وحلف الناتو؟ وما انعكاساتها على الحرب الروسية في أوكرانيا؟

لماذا تأسس حلف الناتو؟

تأسس حلف الناتو في عام 1949م. وكان أول أهدافه مواجهة توسّع الاتحاد السوفييتي. وهو ما نتج عنه تفكيك الاتحاد السوفييتي تماماً بعد 42 عاماً من تأسيس الحلف. وهنا كان على الغرب المنتصر إعادة رسم العلاقات الأمنية بشكل أكثر هدوءاً مع روسيا “وريثة الاتحاد السوفييتي”. حتى إن البعض اقترح ضم روسيا للحلف. لكن هذا لم يتم ويبدو أنه لم يكن طرحاً موضوعياً.

ما أوجه اختلاف حلف وارسو عن الناتو؟

يختلف حلف وارسو عن الناتو في جوانب عديدة. منها الأيديولوجية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فالأول يقوم على العقيدة السياسية الشيوعية. والثاني على الرأسمالية. وكلا الجانبين سعى بشدة لنشر أيديولوجيته في العالم. وتم تسمية فترة صراعهما بالحرب الباردة. فالاختلاف الأيديولوجي الحاد جعل من الصعب جداً البحث عن مرتكزات مشتركة.

مع انهيار حلف وارسو ومعه الاتحاد السوفييتي عام 1991م حصلت روسيا على ضمانات من الناتو بألَّا يتوسّع شرقاً. ولكن لم يتمّ توثيق هذه الضمانات بمعاهدة دولية. ولم يلتزم الناتو بهذه الضمانات. فتم ضم سبع دول شيوعية إليه. وهو ما رأت فيه موسكو باستمرار تهديداً لأمنها القومي.

يعد مشروع ضم أوكرانيا للناتو القضية التي فجرت النزاع الحالي. فروسيا ترى أن دخول أوكرانيا للناتو سيعني أن الناتو بات على أبواب موسكو. وهو ما لن تقبل به. ومن جهة أخرى يرى الناتو أن ضم أوكرانيا له سيعني مزيداً من الأمن الاستراتيجي له. وسيضمن له مستقبلاً عدم حدوث أي توسع روسي باتجاه الغرب.

شَارِك المَقَال