في عالَم السياسة، لا مكان للمبادئ الثابتة؛ المصالح هي التي تَحكم، والعلاقات تُبنَى وتُهدَم وفقًا للظروف. قد تبدو التحالفات راسخة، لكن في لحظة ما، قد تجد الدول نفسها تُبَاع وتُشتَرى في سوق المصالح الدولية دون اعتبارٍ للوعود أو التحالفات.
أوكرانيا مثالٌ واضحٌ؛ على الرغم من خصوصيتها وعلاقتها القوية مع الغرب، ومع أنها كانت تُعامَل كابنة مُدلَّلة لأوروبا وأمريكا؛ إلا أنها اليوم تُبَاع لروسيا. ويبدو أن الناتو ورَّطها في هذه الحرب لتحقيق مصالحه.
الحكومة الأوكرانية اعتقدت أن الدعم الغربي لن ينقطع، لكنَّها اكتشفت متأخرةً أن لا شيء يُقدَّم بالمجان. بينما خاضت الحرب ظنًّا منها أنها تُدافع عن حلفائها؛ كان الغرب يُخطِّط للاستحواذ على ثرواتها، ويُخطِّط وفقًا لمصالحه بعيدًا عن أيِّ التزام بالمواقف المُعلَنة.
في العلاقات الدولية، الكلمة الأُولى للمصالح، وليس للروابط القومية أو الشعارات الرَّنَّانة؛ هذه مُجرّد أدوات تُستخدَم حين تكون مفيدة، ثم تُهمَل عندما تتغيَّر الظروف. لا يمكن لأحدٍ أن يطمئن لتحالُفات قائمة، فالتاريخ مليء بالدروس، والمواقف تتبدَّل بين ليلةٍ وضحاها.