تشهد غالبية دول العالم ارتفاعات حادة في أسعار المحروقات. والسبب الرئيس يعود لارتفاع أسعار النفط في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية. ففي وقت سابق ارتفع سعر البرميل بما يقارب 80%. وعلى الرغم من تراجعه إلا أنه ما يزال بحدود 100 دولار للبرميل.
يؤدي ارتفاع سعر النفط والمحروقات إلى زيادة معدل التضخم. فالطاقة تشكل عنصراً مهماً من عناصر مؤشر أسعار المستهلكين. والذي يرتبط بشكل مباشر بمؤشر التضخم. علاوة على ذلك فإن أسعار المحروقات لها تأثير كبير على مؤشر أسعار المُنتجين الذي يقيس أسعار السلع على مستوى الجُملة.
كلما ارتفع سعر برميل النفط 10 دولارات فإن التضخم يزداد بنسبة 0.2%. ويسبب تراجع النمو الاقتصادي بنسبة 0.1%. وفي حال ارتفعت أسعار النفط بمقدار 100 دولار للبرميل لمدة ثلاثة أشهر ثم تراجعت فإن الارتفاع المفاجئ سيعزز التضخم السنوي بمقدار 3%.
بصفة عامة إن ارتفاع أسعار المحروقات يؤدي لزيادة التضخم. ولكنه مع طول أمد التضخم وفي ظل أزمة سلاسل التوريد والمخاوف من عودة انتشار كورونا فقد يدخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود. وهو ما سيؤدي لتراجع أسعار النفط والمحروقات. لأن معدل التضخم وأسعار حوامل الطاقة مرتبطة ببعضها. ولن يتم فك هذا الارتباط إلا بالاعتماد على الطاقة المتجددة.