#الشغل_عمره_ما_بيقف_على_حد مقولة تَتَرَدَّد على ألسنة بعض المدراء أو رجال الأعمال، الجملة تَنُمُّ عن نرجسيَّة وأنانيّة عالية في التعامل مع #المُوظَّفين خصوصاً الكفاءات منهم، ناهيكَ عن الكِبْر والفوقيَّة الّتي تحملها العبارة، في التغريدات التالية نناقش أهميَّة #العنصر _البشريّ، ودوره في بناء المُنظَّمَة، وهل الشُغْل يقف عليه أم لا..
بدايةً لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ #العنصر _البشريّ المقصود هو الكُفْء، المُدَرَّب، المُنْتِج، المتفاني، المفيد للعمل، مَن يُعْتَبَر وجوده عَصَب أيّ مشروع، أمَّا الضعيف غير المُنْتِج فلا بُدَّ مِن التَّخَلُّص منه، ومَنْح الفرصة لمن هو أفضلُ منه.
يُعتبر #العنصر_البشري من أهَمّ عناصر #العمليَّة_الإنتاجيَّة والخِدميَّة، ويُعَدُّ أفضل استثمار للمُؤَسَّسَات إذا ما أُحْسِنَ إدارته وتنميته؛ إذ يُمكن أن يحقِّق أهداف #المُؤَسَّسَة ويرفع من إنتاجيتها، ومُخْطِئٌ مَن ينظر إليه بخلاف هذا المنظار.
إدارات #الموارد_البشريَّة في المُؤَسَّسَات دورها الرَّئيس إشباع حاجات #الموظَّفين النفسيَّة والاجتماعيَّة والمادِّيَّة بما يحقِّق التوازن بين حاجات الأفراد وأهداف #المُنَظَّمَة؛ الأمر الَّذي يجب أن يَخْلُق بيئة عمل تُحفِّز الموظَّفين وتشجِّعهم على تنمية مهاراتهم.
#العنصر_البشري الكُفْء هو الّذي يتحمَّل مسؤوليَّة إدارة المُؤَسَّسَات، وهو الّذي يضع الخُطَط ويراقب تنفيذها، ويبتكر الوسائل ويتابعها، وينظّم آليَّات العمل ويُوجِّهها، ولذا كُلَّما أنفقتْ عليه المُؤَسَّسَة كُلَّما ازدادت مبيعاتها وتَوَسَّعَت مشاريعها.
لا تَتَمَيَّز #المُؤَسَّسَات بسبب امتلاكها ل #الموارد الماليَّة والمادِّيَّة والتكنولوجيَّة فحسب، بل إنَّ جزءاً من تَمَيُّزها يرجع إلى امتلاكها لـ #العناصر_البشريَّة ذات الكفاءة القادرة على تحقيق أكبر استفادة من موارد المُؤَسَّسَة، وتعزيز #الميزة_التنافسيَّة.
نصيحة لكلِّ رجل أعمال: #المُوَظَّف أيّاً كانت درجته الوَظِيفيَّة، يعمل مَعَكَ، لا لَدَيْكَ؛ فالمفهوم مختلف، وعند هذه النظرة بدأت وانتهت الكثير من #الشركات، نظرتك للموظَّف على أنَّه شريك نجاح، وصاحب فَضْل وعطاء، وذو دور مِحْوَرِيّ في الشركة تعني أنك مُدْرِكٌ لأَهَمِّيَّته، وبدون ذلك فأنت تغامر بمستقبل الشركة.
رحيل أحد #الكفاءات المُتَميِّزة يتولَّد عنه خسائر، وبداية الانحدار لأيِّ #مُؤَسَّسَة، فليس من الحكمة السماح بالتفريط في أيٍّ من #الكفاءات_البشريَّة التي تعمل معك؛ العناد في مثل هذه المواقف قد تكون عواقبه وخيمة، وقد لا تظهر آثارها إلَّا بعد فوات الأوان.
قبل أن تسمح برحيل بعض #الكفاءات والعناصر البشريّة المُتَمَيِّزَة، تَخَيَّل نفسك: كم بذلتَ من جهد ومال ووقت في تدريب هذه الكفاءات؟ ثم مَن يضمن لك أنَّ البديل أو الجديد الذي سيحلّ مكانها سوف يكون بذات الكفاءة أو أفضل منها؟ فكِّر قبل أن تقرِّر.
قبل أن توافق على رحيل أحد الكفاءات و #العناصر_البشريّة المُتَمَيِّزَة، اسأل نفسك: كم من جهد تحتاجه لتدريب البديل الجديد؟ وهل لديك رفاهية #الوقت لانتظار الجديد كي يَشْغَل الموقع بذات الكفاءة وليعطيك ذات النتيجة؟ إجابتك سوف تحدِّد الموقف.
التعالي و”العجرفة”، والتكبُّر مِن قِبَل بعض المدراء تجاه الموظَّفين، والتقليل من أهَمِّيّتهم في المُؤَسَّسَة، مع عدم الاعتراف بالأدوار التي يقومون بها، هي وغيرها ما يدفع #الموظَّف إلى ترك المُؤَسَّسَة والبحث عن مكان آخر يقدِّره ويعرف قيمته.
في حال طلب أحد الكفاءات أو العناصر المتميِّزَة الرحيل عن #المُنَظَّمَة؛ يجب أن تدرس أسباب ذلك، وإلا فالمبالاة في مثل هذه المواقف قد تدفع غيره للانسحاب دون توضيح الأسباب، ما يجعل الإدارة في غيابٍ تامٍ عن حقيقة ما يجري داخل المُنَظَّمَة.
ليس بالضرورة أن تكون الأسباب التي تدفع الموظف الكُفْء لِتَرْكِ العمل أسبابًا داخليَّة؛ فقد تكون #البيئة_الداخليَّة محفِّزَة وإيجابيَّة. عليك أن تبحث عن سِرّ ذلك، فلعل بعض #المنافسين قد تَسَلَّلَ إلى بيتك الداخلي، وحاول استمالة أفضل #الكفاءات، وهذا كثيراً ما يحدث.
لا تُصَدِّق كثيرًا أن #الشغل_عمره_ما_بيقف_على_حد، الحقيقة تقول: إنَّ العمل يتوقَّف، وعملك يحتاج للكوادر البشريَّة قبل التكنولوجيَّة؛ والإنسان الذَّكِيّ يستخدم الآلة بذكاء ومهارة وبِطَاقَةٍ إنتاجيَّة قصوى ليعطيك أفضل النتائج.
خسارتك للعناصر المُتَمَيِّزَة يعني تعطُّل #العمليَّة_الإنتاجيَّة، وتراجع أرباحك، خَاصَّةً وأن بعض المِهَن لا تعتمد على الآلة في قطاع الخدمات، وجود كفاءات وعناصر مُتَمَيِّزَة هو ما يسمح بتمَدُّدِك في #الأسواق، بينما هروب هذه #الكفاءات قد يعني بداية خروجك من السوق.
إنَّ #البيئة_الداخليَّة الطاردة هي ما يدفع بالكفاءات للهروب، ادْرُسْ بيئتك الداخليَّة بعناية، من مزايا ورواتب وحوافز وصولاً إلى توفُّر الشمس والهواء وأناقة المكتب وغيرها، #البيئة_الجاذبة تُغْرِي الموظَّف بالبقاء والاستمرار، والعكس صحيح.
إنَّ جهودًا بسيطة من إدارة المُؤَسَّسَة تُسهم في إحداث تغيير في موقف الموظَّف الراغِب بالانسحاب والرحيل، ما يجعله أكثر استجابةً، وأكثر استعدادًا لتطويع طبائعه لصالح #المُؤَسَّسَة، وأكثر قبولاً للتضحية والولاء.
لا تسمح للوشاية أو الحديث المرسَل أن تُؤَثِّر على قراراتك، واحذر أن تنساق خلف مقولات تضرُّك ولا تفيدك، تَأكَّدْ وتَحَرَّى عن الناقل قبل المنقول، فأنت أدرى بفريق عملك، فلا تُفرِّط بسهولة في موظفٍ كُفْءٍ، فالخسارة قد تكون كبيرة، ولن ينفعك الندم حينها.
الخلاصة مِمَّا نريد أن نصل إليه، ليس بالضرورة أن تَتَمَسَّك بكلِّ موظَّف، وإنَّمَا الحرص فقط على الكفاءات المُتَمَيِّزَة، عن المهارة النادرة، عن الأمين في الحسابات، عن المُخْلِص في واجباته، عن من أصبح جزءاً من #المُنَظَّمَة، وقد أفنَى سنوات من عمره في سبيل نجاحها